ساعات في الكونغرس مع بول بريمر الذي احتل العراق
بريمر : إيران سهلت مهمتي ، ومقتدى وقف ضدنا ، والسنة دفعوا ضريبة المقاطعة
قرر جورج دبليو بوش أن يحتل العراق ، وأن يسقط نظام صدام حسين
لكنه لم يسأل نفسه ماذا سأفعل بعد سقوط النظام ؟!
لك أن تتخيل أن سؤال بسيط كهذا هو من سيحدد مصير شعب بأكمله لأكثر من ثلاثة عقود
اللحظة التي قال فيها بوش لنفسه : لقد اسقطنا صدام حسين ، ماذا سنفعل الآن ؟!
استدعى فيها أحد أهم رجاله المخلصين والذين يثق بهم للجواب على السؤال ..
" بول بريمر " دبلوماسي أمريكي ينتمي لمدرسة هنري كيسنجر بعد أن التحق بالخارجية في الستينات الميلادية وتولى منصاب حساسة منها مايتعلق بمكافحة الإرهاب في فترة الرئيس ريغان ، ثم بات اسما معروفا في الأوساط السياسية الأمريكية وخدم في أفغانستان
قال له بوش : أريدك أن تذهب للعراق وأن تقود البلاد التي كان يقودها صدام ، نحتاج أن نؤسس نظام جديد لايشكل لنا المتاعب !
المثير بأن بريمر لم يكن يعرف أي شيء عن العراق ، إلا اسمه وموقعه على الخريطة ، يقول بريمر بدأت بالبحث عن تاريخ هذه الدولة من خلال المصادر المفتوحة والكتب القديمة ! ولم أعتمد على سجلات الخارجية الأمريكية فلم يكن فيها مايقلل الفجوة المعرفية تجاه هذه الدولة
قررت أن اتوجه لواشنطن لمقابلة هذا الرجل الذي غير مجرى تاريخ العراق
كان البريد الإلكتروني هو طريقة التواصل الأولى مع هذا الرجل ، قلت له إنني قادم إلى واشنطن لنقل رسائل من قادة عراقيين عاصروك وعملوا معك ويقولون للشعب العراقي بأنك سبب كل مايحدث اليوم في العراق !
فهل لديك ماتقول للتاريخ ولهذه الشعوب ؟ نريد أن نوثق شهادتك ومذكراتك في برنامج السطر الأوسط .
تجاوب بريمر بعد أقل من ساعة بجملة : دعنا نفعل ذلك
ثم طلبنا من فريق البرنامج في واشنطن البدء بتنسيق هذا اللقاء وتحديد الموعد .
وصلت في لحظة المغيب إلى واشنطن بعد رحلة طويلة ، كان الهدوء يلف المدينة وكأنها قرية صغيرة تستعد للنوم
فكيف لمدينة تملأ الأرض صخبا بقرارتها أن يكون هذا حالها ؟! الهدوء ، اذكر بأنني مررت في ذلك اليوم بمكتبة عربية يشرف عليها رجل عراقي يدعى أبومحمد فيما اذكر وقلت له بأنني سالتقي ببريمر مالذي يجول في خاطرك ؟
قال لي : لقد دمرنا ونام في هذه المدينة الهادئة !
في اليوم التالي توجهت للقاء بول بريمر ، كان اللقاء الأول بيننا ، ويرتدي كل واحد منا الكمامة لكنه أصر على مصافحتي باليد خلافا لبروتوكولات فايروس كورونا انذاك
وقد باشرني بالقول : توقعت أن أجد رجلا يكسو رأسه الشيب عندما قرأت بأنك مديرا للأخبار في تلفزيون أم بي سي في السعودية ! هل تعلم بأنني قل
مالك : لقد التقيت باغلب السياسيين العراقيين ومع بعض أعضاء مجلس الحكم العراقي الذين كانوا يجتمعون معك في قصر صدام حسين عام 2003 أثناء احتلالكم لبغداد ، قالوا لي بأنك سبب خراب العراق وتدمير مستقبله ! وماهم عليه الآن !
بول بريمر : عزيزي مالك أنا لم التقي بسياسيين ، لقد التقيت بأشخاص اغلبهم لايمتلك الخبرة وبعضهم يريد المال لا أكثر والبعض الآخر أضاع وقتي ! اقولها بصراحة .
بول بريمر : لايهمني مايقوله العراقيون عني ، فأنا عملت ماتمليه علي مسؤوليتي الوطنية تجاه بلادي
- القادة العرب حاربوا مهمتي في العراق على عكس مافعلته إيران التي سهلت مهمتي السياسية بتوجيهها للسياسيين التابعين لها بالحوار معي
مالك : لماذا كنت ترتدي الحذاء الع
وكنت تستقبل كل ضيوفك بهذا الحذاء ، ألا تعتقد أن هذا تقليل منهم وتعالي
بريمر : لا أتمنى أن يذهب خيالك لهذا التصور ! الحذاء العسكري كان مريحا بالنسبة لي وكنت أرتديه في أفغانستان وشعرت بأنه مريح للغاية ومناسب لتنقلاتي بين القواعد العسكرية والمقار المدنية
استغرقت جلسة الإعداد للحلقات أكثر من خمس ساعات ، ثم قمنا بالتصوير في اليوم التالي في واحد من الحوارات المهمة في برنامج السطر الأوسط ، في هذا اللقاء تحدث بريمر عن قصة تكليفه بالمهمة في العراق ثم بعد ذلك الصراع الذي دار بين الخارجية الأمريكية والدفاع الأمريكية حول السياسية المتبعة في العراق و تحدثنا عن حله للجيش العراقي الذي يعتبر واحد من أكثر القرارات خطورة في تاريخ العراق حيث تم تسريح الجيش بكامله مما دمر سنوات من الخبرة ، وكذلك القوانين المثيرة مثل قانون اجتثاث البعث وتحدثنا عن ليلة القبض على صدام حسين واللقاء الأول بينهما في السجن وكواليس اجتماعات مجلس الحكم وتشكيله والصراعات الطائفية بين قادة الطوائف ونقلنا له انتقادات من مسعود البارزاني واياد علاوي وغيرهم ممن عاصروه ..
إليك رابط الحلقة الكاملة مع بول بريمر عبر اليوتيوب
